«هروب» قصة قصيرة للكاتبة أسمهان علي  

أسمهان علي   
أسمهان علي  

 بمجرد دخولها إلى عربة السيدات بالمترو، وجلوسها في أقرب مكان خالٍ، حتى انتبهت لنظرات الجميع من حولها.

كانت  نظارتها الشمسية تحتل  نصف وجهها، والقبعة تأسر الباقي، وهي في حالة ضعف شديد.

علي بعد تضحك فتاتان بسخرية من منظرها.. (هي دي المفتش كرمبو  ولا إيه) همست إحداهن للأخرى (لا دي شكلها مخبر) علت ضحكاتهن. 

   

سألتها من  بجوارها باستخفاف ( انتي لابسه كده ليه)، وعندما التفتت إليها باستغراب،  وجهت السائلة نظراتها إلي أمها موحية باستكمال الاستفسار (مش قلت لك الشال كبير عليكي) نظرت الأم  بدهشة واستنكار.

من خلف النظارة ترمقهن في ضيق وألم حابسة دموعها .

رن هاتفها... ايوه آخر جلسة كيماوي كانت منذ أربع أيام .. دعواتك بالشفاء.

وهنا خيم الصمت واستدارت الوجوه للنظر خارج النافذة.